إيڤا برس – متابعات:
الإستثمار في المعادن النفيسة أصبح أحد أهم آليات التحوط في فترات الركود الإقتصادي والتضخم، ومن أهم المعادن التي تحظى باهتمام المستثمرين هو الفضة.
يعتمد تحقيق الأرباح من الفضة عبر طرق الاستثمار المختلفة على القدرة على تحليل السوق للتنبؤ بالأسعار المستقبلية، ويعد التداول هو الطريقة الأكثر جذبا للإستثمار في الفضة مقارنة بالطريقة التقليدية في ظل التسهيلات التي أتاحها التطور التكنولوجي في أدوات التداول عبر الإنترنت.
لذلك من المهم معرفة طريقة إحتساب أسعار الفضة، ومعرفة العوامل التي تؤثر على هذه حركة هذه الأسعار نحو الإرتفاع أو الإنخفاض، بالإضافة إلى إحتساب التكاليف الإضافية التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار بجانب سعر الأصل، لضمان تحقيق أكبر قدر من الأرباح وتجنب الخسائر.
العوامل المؤثرة على سعر الفضة
تخضع الفضة مثلها مثل أي سلعة لقانون العرض والطلب، فحينما يصبح العرض أكبر من الطلب على الفضة تقل الأسعار، وحينما يزيد الطلب عن العرض ترتفع الأسعار، وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر بدورها على حركة العرض والطلب على هذا المعدن وبالتالي على أسعاره، وتتمثل أهم هذه العوامل في التالي:
أسعار الذهب
هناك إرتباط تاريخي وثيق بين اسعار الذهب وأسعار الفضة، والعلاقة بينهما طردية، فكلما أرتفع سعر الذهب أرتفع معه سعر الفضة، وكذلك حينما تنخفض أسعار الذهب تنخفض معها أسعار الفضة.
القطاعات الصناعية والتكنولوجية
تدخل الفضة في العديد من القطاعات الصناعية مثل الكيماويات والغزل والنسيج وغيرها، بالإضافة إلى التطبيقات التكنولوجية، مثل أنظمة الطاقة الشمسية، ومجالات التكنولوجيا الخضراء، وكلما انتعشت هذه الصناعات زاد الطلب على الفضة وبالتالي ارتفع سعرها.
ظروف الإنتاج
تؤثر الظروف الإنتاجية في مناجم الفضة على كمية المعروض في الأسواق، فحينما تحدث بعض الأزمات التي تؤثر على أعمال المناجم، مثلما حدث أثناء وباء كورونا، أو عند حدوث أزمات داخلية مثل إضرابات العمال، وبالتالي ينخفض الإنتاج ويقل العرض ويزيد السعر.
قيمة الدولار الأمريكي
يتم تسعير الفضة بالدولار الأمريكي، وهناك علاقة عكسية بينهما، فكلما انتعش سعر الدولار تتجه أسعار الفضة للإنخفاض، والعكس صحيح، فعندما تهتز قيمة الدولار ترتفع أسعار الفضة نتيجة إرتفاع الطلب عليها كأداة تحوط، وهنا يجدر الإشارة إلى تغيرات السياسات النقدية الأمريكية وتأثيراتها على العملة وبالتالي على أسعار الفضة.
الأوضاع الإقتصادية العالمية
تؤثر الأوضاع الإقتصادية على إهتمامات المستثمرين، ففي أوقات الركود الاقتصادي والتضخم تتراجع الثقة في العملات التقليدية ويميل الناس إلى الإستثمار في المعادن مثل الفضة كآلية تحوط، وبالتالي ترتفع أسعارها نتيجة تزايد الطلب.
حساب أسعار الفضة في طرق التداول المختلفة
هناك طريقة تقليدية للإستثمار في الفضة، وهي شراء كمية معينة من سبائك الفضة بشكل فعلي ونقلها وتخزينها حتى يرتفع سعرها، ثم بيعها مرة أخرى، وهنا يتم إحتساب سعر الفضة من خلال ضرب الكمية في سعر الجرام وقت الشراء، ويضاف إليه رسوم التصنيع والضرائب، والتي تختلف من مكان لآخر، لذلك عند البيع من أجل تحقيق ربح يجب الأخذ في الاعتبار أن الرسوم والضرائب لا تسترد، بالإضافة إلى تكاليف النقل والتخزين.
ولتجنب هذه التكاليف الإضافية والأعباء المرتبطة بنقل وتخزين الفضة ومخاطر الإحتيال والسرقة، يلجأ المستثمرون إلى الإستثمار في الفضة عبر التداول، حيث هذه الطريقة أكثر سهولة وتكاليف الرسوم المرتبطة بها أقل ومحددة بنظام واضح لدى الوسطاء الموثوقين، وهناك عدة طرق لتداول الفضة دون إمتلاكها بشكل فعلي، وتتمثل هذه الطرق في:
العقود مقابل الفروقات
يعد تداول الفضة من خلال العقود مقابل الفروقات أحد أهم طرق الإستثمار في هذا المعدن دون إمتلاك الأصل بشكل فعلي، فهي عبارة عن تبادل الفرق في سعر الفضة منذ فتح العقد، وحتى إغلاقه، حيث يتم حساب سعر الفضة بناءً على الفرق بين سعر الدخول وسعر الخروج في العقد، وتعكس العقود مقابل الفروقات سعر الأصل الأساسي.
وتعتمد الأرباح المحققة من العقود مقابل الفروقات على القدرة على التنبؤ باتجاه أسعار الفضة، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أن السعر سينخفض، وستقوم بالبيع عبر العقود مقابل الفروقات، يستمر تبادل فرق السعر من وقت فتح المركز وحتى إغلاقه، وفي هذه الحالة ستربح إذا انخفض السعر وتخسر إذا ارتفع.
الأسهم
يمكن تداول الفضة عن طريق الإستثمار في أسهم الشركات المرتبطة بتعدين الفضة، وترتبط القيمة السوقية للأسهم في هذه الشركات بشكل وثيق بأسعار المعدن ذاته، فكلما زادت أسعاره أرتفعت معها قيمة الأسهم، وهنا يتم حساب الأرباح أو الخسائر عن طريق الفروق بين أسعار الأسهم عند البيع والشراء، وتتميز أسعار الأسهم بالتقلب الشديد مقارنة بأسعار الأصل، لذلك يمكنك الاستفادة من هذا التقلب لتحقيق أرباح أكبر.
صناديق الإستثمار المتداولة
تعرضك صناديق الإستثمار المتداولة في البورصة لتداول الفضة، وتعني التداول من خلال التعرض لسوق أو قطاع بأكمله وليس أسهم شركة واحدة، وهذه الطريقة تتيح تنويع المحفظة الإستثمارية وتقليل حجم المخاطر، وتكون الأرباح والخسائر بناءً على أداء القطاع بأكمله، دون التأثر بالظروف الفردية الخاصة بكل شركة على حدة.
fxnewstoday